هتكلم عن قصه راحيل زوجه سيدنا يعقوب عليه السلام وام سيدنا يوسف عليه السلام
وأما الزوج التى نعطر الأسماع بسيرتها اليوم فهى "راحيل بن لابان"، وهى إبنة خال يعقوب عليه السلام، وهى أم النبى الكريم يوسف عليه السلام.
عندما بلغ سيدنا يعقوب سن الزواج، أشار عليه أبواه أن يتوجه الى خالة (لابان) فى أرض (حران) بالعراق ويخطب إحدى ابنتيه، فقد آمنتا بدين إبراهيم عليه السلام. فإنطلق يعقوب عليه السلام إلى مسقط رأسه فى بلاد المقدس وتوجه نحو العراق، ولما قدم يعقوب على خالة فى أرض حران، وجد له إبنتان وهما: (ليا) وهى الكبرى، و("راحيل") وهى الصغرى.
وكانت ("راحيل") قد أوتيت حظا من الذكاء والصفاء والنقاء، وكانت تفوق أختها (ليا) فى الحسن فتقدم يعقوب عليه السلام – الى خاله وخطب منه ابنته "راحيل" وسأله خالة:
هل من مال أزوجك عليه إبنتى "راحيل"؟!.
فقال يعقوب: لا يا خالى، إننى غريب هنا كما تعلم ولكنى مستعد بما تطلب منى.
وتابع قائلا: يا خالى إن شئت أن تأخذنى أجيرا حتى تستوفى صداق إبنتك ("راحيل") فأنا على إستعداد لذلك.
وعندئذ قال له خاله وقد ظهرت عليه امارات الرضا: قبلت، وأن صداق "راحيل" أن تأجرنى 7 سنين.
فقال يعقوب: قبلت، فزوجنى "راحيل" وهى شرطى، ولك أن أخدمك 7 حجج....وأجاب لابان يعقوب على شرطه.
عندئذ قال يعقوب: ذلك بينى وبينك.
وأخذ يرعى يعقوب لخاله سبعة أعوام كوامل، فلما وفى لخاله شرطه الذى اتفقا عليه، صنع خاله لابان طعاما من أجل الزفاف وجمع الناس عليه. وأقبل ليل ذلك اليوم، ودخل يعقوب خيمته، فالفى فيها زوجة، فلما تنفس الصبح، وأشرقت الأرض بنور ربها، وجد أن خاله قد زوجه ابنته الكبرى (ليا)، بينما كان الشرط بينهما ان يزوجه صغراهما "راحيل".
فقال يعقوب: لا حول ولا قوة الا بالله.
وجاء لخاله لابان غاضبا فقال له: لقد غدرت بى، ولقد غدرتنى وخدعتنى واستحللت فعلى سبع سنين، وليست على غير امرأتى، وانما خطبت اليك "راحيل"، ولم اخطب ليا.....أليس كذلك؟!
فقال خاله: رويدك يا إبن أختى، فأنا لم أخدعك، إنه ليس من عادتنا فى هذه البلاد أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، وهل تريد أن تدخل على خالك العار والسبة بهذه الفعلة؟
قال يعقوب: معاذ الله…
فقال خاله: إن أحببت "راحيل" أن تكون زوجة لك فاعمل لى 7 أعوام أخرى.
وإنقضت سبع سنين، ولد ليعقوب خلالها بضعة أولاد من زوجه "ليان"، وجاء اليوم الذى ينتظره يعقوب ورأى ليلة تحقيق حلمه ليقترن بتلك المرأة التى ستكون أم نبى ورسول كريم وزوج نبى ورسول كريم.
وزفت إليه "راحيل" وكان اذ ذاك سائغا وجائزا فى ملتهم زواج الأختين على ما يبدو، ثم نسخ ذلك فيما بعد فى شريعة التوراة. ولبعض المفسرين رأى وهو أنه لما توفيت "ليا"، تزوج يعقوب "راحيل".
وهب (لابان) لكل واحدة من ابنتيه جاريه، فوهب الى ابنته الكبرى "ليا" جارية اسمها (زلفى)، ووهب للصغرى "راحيل" جارية إسمها (بلهى). ولم تنجب "راحيل"فى بداية زواجها من يعقوب، وتأخر عليها الولد، ورأت أن اختها "ليا" قد أنجبت أربعة أولاد، وكات الغيرة تلعب بها عندما نذرت أن تهب لزوجها يعقوب جاريتها (بلهى)، ويبدو ان "ليا" قد وهبت له جاريتها (زلفى) منافسة لاختها ("راحيل")، وولدت كل واحدة من الجاريتين ليعقوب.
ولما رأت "راحيل" ان أختها "ليا" والجاريتين (زلفى) و(بلهى) قد ولدت لزوجها يعقوب ولم تلد هى، توجهت الى الله بجوارحها وقلبها، ودعته أن يهب لها غلاما زكيا من يعقوب. وإستجاب الله عز وجل دعاء "راحيل" وأجاب نداءها، ورحم ضعفها، وأكرمها، فحملت من نبى الله يعقوب، ثم ولد له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا مخلصا سمته يوسف، وكان يوسف عليه السلام أشب الناس بجدته لأبيه سارة زوج إبراهيم عليه السلام، ولذا فقد كان أحب أبناء يعقوب الى قلبه.