نساء مسلمات : الماشطة

لما اسري بالنبي (ص) شم ريحا طيبة ، فقال : ''يا جبريل ،ماهده الريح الطيبة ؟"" قال "هذه ريح قبر الماشطة و ابنيها و زوجها " ابن ماجة

كان في قصر فرعون امراة تقوم بتمشيط شعر ابنته و تجميلها ، و كانت من الذين امنوا و كتموا الايمان في قلوبهم ، و ذات مرة كانت المراة تمشط شعر ابنة فرعون كعادتها ، فسقط المشط من يدها على الارض و لما همت باخده من الارض قالت : بسم الله ، فقالت لها ابنة فرعون : هل تقصدين ابي؟قالت:لا ، و لكن ربي و ربي ابيك ، فغضبت ابنة فرعون من الماشطة و هددتها باخبار ابيها ، و لكن الماشطة لم تخف .

اسرعت البنت لتخبر اباها ان هناك في القصر من يكفر به ، فلما سمع فرعون ذلك اشتعل غضبه و اعلن انه سينتقم منها و من اولادها ، فدعاها و قال لها : اولك رب غيري ؟؟ قالت : نعم ربي و ربك الله ...و هنا جن جنونه ، فامر باحضار وعاء ضخم من النحاس و ايقاد النار فيه و القائها هي و اولادها فيه ، فما كان من المراة الا ان قالت لفرعون : ان لي اليك حاجة
فقال لها : وما هي حاجتك ؟ قالت : احب ان تجمع ظامي و عظام ولدي في ثوب واحد ثم تدفننا فقال : ذلك علينا .

ثم امر بالقاء اولادها واحدا تلو الاخر ، و الام ترى ما يحدث لفلذات كبدها و هي صابرة محتسبة ، فالاولاد يصرخون امامها ، ثم يموتون حرقا و هي لا تستطيع ان تفعل لهم شيئا ، و اوشك الوهن ان يدب في قلبها لما تراه و تسمعه ، حتى انطق الله عز و جل آخر اولادها و هو طفل رضيع حيث قال لها : "يا اماه اصبري ، انك على الحق"

فاقتحمت المراة النار مع اولادها ، و هي تدعو الله ان يتقبل منها اسلامها ، فضربت بذلك مثالا طيبا للمراة المسلمة التي تعرف الله حق معرفته و تتمسك بدينها و تصبر في سبيله فلا تخاف و تبتلى بالعذاب فلا تهن او تلين .

و ماتت ماشطة ابنة فرعون و ابناؤها شهداء في سبيل الله بعدما ضربوا اروع مثال في التضحية و الصبر و الفداء