مسرحية "امرؤ القيس بن حجر"
وكتب محمد حسن علاء الدين مسرحية "امرؤ القيس بن حجر" مصورا فيها حياة اللهو التي انغمس فيها الشاعر حتى جاءه نبأ مقتل والده حجر ملك كندة، فأقسم على الثأر، ويحاول بنو أسد أن يجروا الصلح معه معترفين بسوء فعلتهم، إلا أنه يرفض الصلح ويطلب الثأر، ويصر عليه، ويطلب العون من القبائل فتعاونه قبيلتا تغلب وبكر فيوقع بين الأسديين ضحايا كثيرة، فيعتبر مناصروه أنهم حققوا له بذلك المساعدة في الأخذ بالثأر، لكنه يصر على طلب المزيد من الدماء، ولما تخذله القبائل يتوجه إلى قيصر الروم "يستنينس" حيث يلقى الترحيب الشديد، ويلقى الوعد بالعون ضد الأسديين ومجيرهم النعمان، ويلتقي هناك بسافو ابنة الإمبراطور، ويتبادل معها عبارات الحب والغرام، وتفشل رشوة الخدم في الحفاظ على سر الحبيبين، إذ يعلم الإمبراطور بذلك، ويقرر الانتقام منه، فيرسل إليه هرقلياس ومعه حلة مهداة، يخلعها على امرئ القيس تشريفا من الملك، وبعد قليل يأخذ السم الموضوع فيها في الانتشار، لتبدأ رحلة المعاناة مع القروح التي ملأت جسده، ويرحل مع رجاله متحاملا على آلامه حتى يصل في طريقه قبر فتاة عاشقة ماتت غريبة، ويشعر بقرب انتهاء أجله دون أن يحقق ما في نفسه من ثأر(.
ومن الواضح أن محمد حسن علاء الدين حاول الالتزام بالروايات التاريخية التي وردت في كتب التاريخ والأدب، وقد اقتنع بحكاية مقتل امرئ القيس على يد الإمبراطور الروماني، ولعله أراد الإشارة إلى أن العرب ينبغي أن لا يثقوا بالجهات الأجنبية في وضع الحلول لمشاكلهم، وأن النهاية إذا تم ذلك مريرة مهلكة
مسرحية "كان لا بد أن ينزل المطر"
وقد تناول بعض الكتاب الأسطورة الفلسطينية القديمة، رغبة في إبراز الذات الفلسطينية في مواجهة الواقع، ومن ذلك مسرحية "وكان لا بد أن ينزل المطر" لمحمد كمال جبر، التي أقامها على أسطورة البطل أقهات وأخته "فوحة"، حيث يتمنى "دانائيل" الملك العجوز على الآلهة أن تمنحه ابنا فارسا، يواصل إقامة العدل والسلام في البلاد، فيستجيب له "بعل" إله الخير، على أن المطر سيتوقف عن النزول في حال موت ابنه أو قتله، وتحمل زوجته، وتنجب "أقهات" و "فوحة"، وعندما يشتد ساعد أقهات البطل، ويصبح فارسا، يهديه والده القوس المسحورة، بأسهمها الملونة، لكن "عنت" إلهة الخصب، تحسده عليها، وتتمنى لو حصلت على القوس لنفسها، وتناقش "أقهات" في ذلك متنكرة، لكنه يتمسك بهدية والده، مما يثير نقمتها عليه، وتستدرج صديقه "يطفن" ليقتله، فيفعل ذلك، وينحبس المطر، وتخرج "فوحة" لإنقاذ البلاد من الجفاف، وتحاول قتل يطفن حتى يعود المطر، لكنه يكتشف أمرها، ويقوم بأسرها، فتتعلم عبر السنوات أكل الحديد، وتأكل قضبان سجنها، وتخرج منه قوية، وتتربص بيطفن، فتقتله رميا بالسهام، لينزل المطر، لكن أحد فرسانه يقوم بطعنها بسيفه، فتموت بعد أن تذبح قاتلها بسيف يطفن، وذلك بعد أن قامت بواجبها في الثأر لدم أخيها وإعادة المطر لبلادها.