الكاتب: صالح عوض
الجزائر لا تحبذ الكلام في موضوع فلسطين لانه لامجال للمزايدة في قضية
الواجب والعقيدة والشرف بل هي تذهب بصمت للحديث المجدي والفعل الضروري هذا
كلن يقيني منذ عشرات السنين وانا اتابع الموقف الجزائري تجاه فلسطين ولكني
في هذا الاسبوع اصبت عين اليقين في هذه المسألة عندما زار وفد حماس
الفلسطينية صحيفة الشروق اليومي مدعوا للالتقاء بكوكبة من نجوم الجزائر
قادة الثورة التحريرية المجيدة على مأدبة غداء شروقية..في هذا اللقاء كانت
الجزائر التي اعرفها ولكن بصوت فصيح لاتلعثم فيه وقالت الجزائر كلمات
واضحات على السنة المجاهدين والاساتذة .. قالت الجزائر : ايها الفلسطينيون
اياكم والوصاية على قراركم..وقالت الجزائر : ايها الفلسطينيون لاتتفرقوا
ولا ينحاز كل منكم الى افكاركه الخاصة.. ايها الفلسطينيون لاينفي بعضكم
بعضا فالكفاح الفلسطيني اكبر من اي فصيل من فصائلكم..وقالت الجزائر
روايتها عن انطلاقة المشروع الوطني الفلسطيني بنسخته المعاصرة وكشفت
الجزائر بان فلسطين بالنسبة لها ليست قضية خاصة انما هي قضيتها المتعلقة
بكرامتها واستقلالها.
فهل ادرك الفلسطينيون ان لهم هنا اشقاء على جبال اطلس والونشريس وجرجرة
وغي سهول متيجة وتيطري والحصنة وفي صحراء تلتهب شوقا لكل مقدس..ان ذلك
ضروري لكي لايصيبهم الوهن ولا يفقدوا اليقين بامتهم هذا صحيح ولكنه مهم
كذلك على جانب اخر انه مهم على جانب ضبط ايقاع العمل في الساحة الفلسطينية
ولئن كان الفلسطينيون استمعوا هنا لكلام لن يسمعوه في مكان اخر فلعلهم
يدركون ان هذا الكلام هو عقيدة سياسية تحكم صانع القرار الجزائري وانه ليس
مسموحا لاي فصيل وطني فلسطيني ان يستثني الاخرين..
ان ماتقدمه الجزائر على مستوى النصيحة والموقف والراي والمشورة لايعادل
بثمن وان الفلسطينيين احوج مايكونون لذلك ..فلا فتح تملك قدر الشعب
الفلسطيني رغم انها من صنع ثورته وشق طريق كفاحه اللاحب وهي ملزمة بفتح
الباب امام كل الفصائل الوطنية للعمل معا من اجل فلسطين ..ولا حماس تمتلك
احتكار التاريخ و المقدس والكفاح وماهي الا حلقة من حلقات المقاومة وعليها
ان تدرك انها لاتملك اقصاء احد من التاريخ او الواقع..وعلى الجميع ان يدرك
ان كل من يغري بعضهم ببعضهم لايريد خيرا لهم و"ان من يبكيني ويبكي علي خير
ممن يضحكني ويضحك علي"
ان ماقاله الجزائريون درس عظيم لمن تسبب في الانقسام الفلسطيني ورعاه
وغذاه وهو تحذير خطير لكل من لا يذعن لروح المصالحة والوحدة ..انه رسالة
للسياسيين الفلسطينيين ان الجزائر لاتقبل منكم الا ان تاتوها موحدة صفوفكم
وان تتركوا الحديث عن حلافاتكم فيما بينكم وان لاتنشروا غسيلكم على مراى
من الامم والشعوب فان ذلك من شانه اغراء العدو بكم وتضييع جهودكم في
نزاعات بينكم.
ان هذا الكلام مهم وضروري في هذه المرحلة التي يختتم الفلسطينيون جولات
نقاشاتهم المكوكية لوضع خطط المصالحة قيد التنفيذ..وان الكلام لابد ان
يكون واضحا في وجه الفلسطينيين انه غير مقبول منكم التفرقة لانكم بذلك
تعبثون باحلامنا ومقدسنا ..ولن يكون مرحب باي موقف لايدعو الى توحيد الصف
ونشر ثقافة المصالحة.
وهكذا تتجلى روح الثورة الجزائرية المجيدة بمجاهديها الكبار ومثقفيها
الملتزمين وهكذا تقدم الجزائر مالايستطيعه احد في العالمين وهكذا تكون
الجزائر في الخط المضاد للشياطين..وما احوج الفلسطينيين لمثل هذا الدرس.
و انتن ما رايكن