شخصية حليلوزيش "الديكتاتور" في "اللعب" بداية من 1 جويلية

مكن القول إنّ آمالا كبيرة معلّقة على المدرب الجديد لـ "الخضر" وحيد حليلوزيتش لإعادة المياه إلى مجاريها وتصحيح ما أفسده سابقوه، والأهم وضع الأمور في إطارها الطبيعي
حليلوزيش
حليلوزيش

وتجاوز حالة الإفلاس التي ظهر بها المنتخب في اللقاءات الأخيرة وبالأخص في مراكش. الجزائريون على مختلف توجهاتهم ينتظرون الكثير من هذا الرجل لردع اللاعبين وفرض الانضباط والنظام وسط المنتخب والتحكم بشكل جيد في المجموعة من خلال الأمر والنهي، وهي مهمة لن تكون سهلة بالتأكيد في مواجهة مزاجيتهم وكذا الضغوطات التي ينتظر أن تكون من كل جانب، الأمر الذي جعله يأمل أن يصطحب مساعدا له يعرفه وسبق أن عمل معه حتى يتقاسم معه جزءا مما ينتظره.
إجماع على قوة شخصيته وكتاب يؤرّخ لحياته ويشيد بمبادئه
يُجمع كثير ممن عرفوا وحيد حليلوزيتش على أنه رجل قوي، له مبادئ، شجاع ومن النادر أن يفقد السيطرة على مجموعته، كما أنّ علاقته باللاعبين عادة ما تكون جيدة ويسودها الاحترام فهو رجل يمزح وقت المزاح وينقلب إلى النقيض وقت الجد، وهي معطيات يرويها من علموا معه من لاعبين ورؤساء ويتحدث حتى عنها كتاب ألف لمحاكاة شخصيته بعنوان: "الكوتش وحيد... حياة مثل الخيال" الذي صدر سنة 2006 لمؤلفيه لوران جاوي وليونال روسو اللذين أشادا بشخصيته القوية والمثيرة للجدل، ماضيه وحاضره ومن بين بعض ما كُتب في مقدمة هذا الكتاب: "وراء واجهة المدرب يختفي رجل قلبه كبير، حساس، عانى من كل شيء، عقوبات، منفى، حرب ودمار وحتى بطالة، ومع هذا لم يثنه شيء، كان يمكن أن يموت لكن له أكثر من حياة فهو يولد دائما من جديد بل من الرماد".
كل ما قيل في مدحه ولقب "الديكتاتور" سيكون على المحك
ولم نطالع في الصحف منذ تعيين حليلوزيتش أحدا من الذين علموا معه يتكلم عنه بالسوء فالكل يثنون عليه خاصة على صرامته وقوة شخصيته، إلى درجة أنه سُمّي في الإعلام في كوت ديفوار بـ "الديكتاتور" وهو وصف أطلق عليه في منتخب يضم ترسانة من النجوم في فرق عالمية، ومع هذا ستكون هذه الصفات وكل ما قيل في مدحه على المحك ابتداء من يوم 1 جويلية موعد التحاقه بالجزائر، أين سيكون مطالبا بإثبات هذا ومقاومة كل أنواع الضغوط التي سيتعرض لها والتي لم يصمد أمامها كل من درّب "الخضر" بمن في ذلك محي الدين خالف صاحب الشخصية الصلبة.
يعرف جنون الشعب الجزائري بالكرة لكنه سيتفاجأ بأنه أكبر مما يتصور
4 أيام بعد مباراة المغرب اتصلنا بـ وحيد حليلوزيتش لنتحدث عن "الخضر" فقال إنّ الشعب الجزائري مجنون بكرة القدم وأنّ المدرب القادم عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل مهمة تدريب الجزائر لأنه سيكون تحت ضغط رهيب يصنعه أنصار يتوقون لرؤية منتخبهم الأفضل، وعاد المعني نفسه في تصريحاته لـ "الهداف" ساعات بعد تعيينه ليقول إنه يعي جيدا مدى حب الجزائريين للكرة، لكنه من دون شك سيندهش لهذا الجنون فلو تقام مباراة تونس في الجزائر لن يكون من الغريب أن يمتلئ الملعب عن آخره حتى بعد رباعية المغرب المذلة.
الفشل له مقابله ومنع سعدان في 86 وبن شيخة في 2011 من الخروج إلى الشارع
هذا الجنون غير الطبيعي الذي يعرف شيئا منه المدرب الفرانكو – بوسني يجعل للفوز مقابلا عندما يُبجَّل اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني ويرفعون إلى أعلى مكانة مثلما حصل مع جيل 1982 واللاعبين الذين أهّلوا "الخضر" إلى كأس العالم الأخيرة، لكن وبالمقابل الخسارة لها مقابلها أيضا حيث ستمنعه حتى من الخروج من البيت كما حصل لـ سعدان بعد فشله في مونديال 1986 أين تعرض وعائلته لضغوط شديدة وقاطع التدريب في الجزائر ولم يعد إلا بعد 11 سنة، وهو ما يقال عن بن شيخة الذي لم يعد يخرج من بيته العائلي في الجزائر بعد هزيمة مراكش تفاديا لنظرات الريبة والشك وحتى للاتهامات.
35 مليون مدرب كل واحد له رأيه
إضافة إلى هذا فإنّ الشارع الرياضي له تأثير حيث يبقى له رأيه هو الآخر سواء من مواقف فردية أو عبر الصحافة أو حتى من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أكد سعدان أنه في الثمانينات كان هناك 100 مدرب واليوم يوجد 35 مليون مدرب، هؤلاء يردون الفعل بعد الانتصارات والهزائم وعندما تمنح القوائم كل واحد له منطلقه وأسبابه وحتى انتماءاته.
ضغط الإعلام، الرؤساء والمدربين واللاعبين السابقين غير عادي
ما لا يعرفه وحيد حليلوزيتش أنّ الضغط الرهيب لا يفرضه فقط الشارع الرياضي بل الإعلام أيضا الذي لن يسمح بأن يتقاضى المقابل المادي الذي سيحصل عليه مقابل الفشل، فكما لم يرحم الإعلام سعدان وبعده بن شيخة لن يتعاطف مع هذا المدرب في حال الإخفاق، كما أن رؤساء الأندية ومدربيها واللاعبين السابقين كلهم يدلون بآرائهم ولهم مواقف لن تتضامن معه عندما لا تسير الأمور كما ينتظر الكل.
مزاجية لاعبي "الخضر" أسوأ من قلة انضباط الأفارقة
أمر آخر سيكون على حليلوزيتش التعامل معه وهو مزاجية لاعبي المنتخب الوطني، فبصرف النظر عن وطنيتهم وتلبيتهم لدعوات المنتخب يعرف كل من أشرف عليهم أنهم مزاجيون ويريدون اللعب دائما ومن الصعب إقناع بعضهم بمقعد الاحتياط (بدليل حالات التذمر التي حصلت صبيحة مباراة المغرب في عنابة) كما أنّ هؤلاء ليس من السهل التعامل معهم أو تسييرهم، وهي مزاجية تصل أحيانا إلى حد عدم الرد على اتصالات الاتحادية ومدربي المنتخب، وهو أمر أسوأ من قلة انضباط اللاعبين الأفارقة أين سيكون وحيد في مواجهة "دلال" البعض منهم و"تشنافهم" لسبب أو لآخر.
الشعب يريد حليلوزيتش الديكتاتور الذي يطبّق أفكاره بعيدا عن الإملاءات
ومهما يكن فإنّ كثير من الجزائريين ينتظرون الكثير من حليلوزيتش بعد أن سمعوا كلاما جميلا عن قوة شخصيته وانفراده بالقرارات وحتى سلطته لأن في هذا علامة على عودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية من خلال كبح جماح بعض اللاعبين، الأمر الذي جعل الكل ينادون بوحيد "الديكتاتور" الذي يطبق آراءه الفنية ويرسمها بنفسه بعيدا عن الضعف أو التأثر بالضغوط أو الإملاءات سواء من الإتحادية أو من أية جهة قد تتدخل في شؤونه. مسؤولية ستكون ثقيلة لإعادة الاعتبار لمنتخب مفكك خائر القوى وبث الروح المعنوية لدى الجميع.

شكرا لك على الموضوع تقبلي مروري

شكرا التوفيق للمنتخب الوطني

من فمك لربي يا حبيبتي إشراق

انا ما اعجبت بشخصية حليلوزيش
شكرا فراح

و أنا أيضا اعجبت بها يا دانا

شكرا لك ياسمين انا أعجبت بشخصية المدرب الجديد

العفو يا إشراق