قصة من تاليفي انا و نسرين و. . .( ارض الامنيات)

[right]في زمن موغل في القدم وفي مكان من صنع الخيال تتراءى تلك القرية الصغيرة التي تتناثر مبانيها الجميلة على أطراف

غابة كبيرة واسعة. وكان أهالي القرية سعداء لان كل ما يطلب في هده القرية يستجاب فسميت ب" أرض الأمنيات "، كان الجميع مسرورين وراضين بهده المعيشة إلا صفاء ذات الأربعة عشر ربيعا وهي طيبة القلب، حلوة اللسان وتحسن معاملة الآخرين ولهدا يحبها كل الناس. تمقت صفاء الحالة التي آلت اليها قريتها لان الجميع أصبحوا يهملون أعمالهم ولا ينجزونها بأنفسهم ولم لا ؟؟ وهم يستطيعون تحقيق أي شيء يتمنونه ولهدا قررت تغيير هدا الوضع والى الأبد.

ذات يوم قصدت شيخ القرية تطلب منه حلا للمشكلة فما كان عليه إلا أن يعطيها خريطة توصلها إلى الأرض السوداء أين تقطن الساحرة الشريرة والتي بدورها جعلت القرية على حالتها اليوم وسألها أن تطلب من الساحرة أن تعيد القرية إلى سابق عهدها، وبعد تفكير ملي وافقت الفتاة.وفي تلك الليلة وعند بزوغ أول خيط من نور الفجر في الأفق الجميل استيقظت صفاء وأخذت تتفقد لوازم الرحلة التي جهزتها من قبل وبعد مدة غادرت البيت متجهة إلى أعماق الغابة تاركة وراءها رسالة لوالديها.

مضت أيام مند خروج صفاء من البيت وكانت خلالها تقتات من ثمار الأشجار وترتوي من مياه السواقي تبحث كل يوم عن ملجأ لتنام فيه، وفي ليلة من الليالي هبت عاصفة هوجاء كانت سببا في ضياع خريطتها لكنها واصلت طريقها إلى إن وجدت كوخا تسكنه أم مريضة مع ابنتها الوحيدة قمر فسألتها إن كانت تعرف الطريق المؤدية إلى الأرض السوداء ،فعرضت عليها قمر أن تدلها شرط أن تحضر الزهرة العجيبة من الكهف وسط الغابة لتشفي والدتها،قبلت صفاء على الفور وخاصة عند رؤيتها للأم الطريحة في فراشها تنازع المرض والمرض ينازعها.

باشرت الفتاة طريقها وقد صادفتها انهار وآكام مرتفعة تمكنت من اجتيازها بعد جهد جهيد مما جعل الوعثاء تنال منها فاستراحت تحت شجرة وارفة الظلال ثم انطلقت في المسير من جديد حتى بلغت المكان المقصود، فدخلت الكهف خائفة وهي تنظر إلى كل النواحي بحذر شديد وإذا بها ترى الزهرة من بعيد فركضت إليها مسرعة وفي تلك اللحظات لمحت

أفعى حول زهرة الشفاء، فارتعدت فزعا وصرخت صرخة مذوية حملها الصدى إلى الخارج،سمعها صياد مار من هناك مع كلابه فبادر مسرعا ليكتشف مصدر الصوت وعندما رأى الواقعة أرسل كلابه نحو الأفعى فمزقتها الكلاب تمزيقا،

ثم اقتلعت صفاء الزهرة وتشكرت الصياد الذي سال عن سبب وجود فتاة صغيرة في هذا المكان الموحش فقصت له حكايتها فأشفق عليها وأخبرها أن الأرض السوداء تقع في الجهة الغربية للغابة،فعادت صفاء إلى بيت قمر بنفس الطريقة التي اتبعتها عند المجيء وسلمتها الزهرة قائلة : لقد نفدت مهمتي على أكمل وجه والآن جاء دورك فأجابتها : اتجهي شرق الغابة للوصول إلى مبتغاك فاحتارت صفاء ولم تدري أي طريق تسلك وكان لابد من اختيار طريق ما فاتجهت شرق الغابة راجية أن يكون المسلك الصحيح ، وبعد مسيرة طويلة لمحت من بعيد بيتا ، من أعجب البيوت وأروعها هندسة وبناء فأثار فضولها واهتمامها بشكله الثماني الذي تحيطه أجمل الزهور والأشجار المثمرة تأتيه الطيور المغردة والفراشات الجميلة فملأت عينيها بحسن جماله وروعة إبداعه الأخاذ، وكان الباب مفتوحا فدفعته ودخلت.

كان في المنزل على طول الجدران رفوفا مليئة بالكتب وكثيرا من الأشياء الغريبة لم تفهمها صفاء وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها وصوت عال يخاطبها:ماذا تفعلين هنا يا صغيرة ؟؟، ارتعبت صفاء وتسمرت في مكانها ثم التفتت فرأت ساحرة تتكئ على عصا وعلى كتفها غراب مخيف، فصرخت في وجهها قائلة :أنت التي حولت قريتنا إلى أرض أمنيات ولقد بعثني شيخ القرية لأطلب منك أن تعيدي القرية إلى ما كانت عليه فأجابتها : لست أنا، بل أختي التوأم هي سبب هده المعضلة، فاعتذرت صفاء وتوسلت إليها بأن ترشدها إلى مكان أختها لكن الساحرة رفضت ونصحتها بالعودة، فلم تنتصح صفاء وانفجرت باكية وهي تقول:أتريدينني أن أعود إلى قريتي بعدما مشيت كل هده الأيام واجتزت كل هده المصاعب واقتربت إلى هدفي ؟؟،ولما رأتها الساحرة على تلك الحالة حن قلبها وأعادت إليها خريطتها التي حملتها العاصفة إليها، وأعطتها غرابها ليرافقها إلى الأرض السوداء فشكرتها صفاء ومضت في طريقها نحو الشريرة وبعد ساعات من مسيرها وصلت إلى قصر ضخم على هيئة شجرة تحوم فوقه الغربان ويقف على مدخله حارس مخيف منعها من الدخول، وبينما هي تتوسل إليه رأت عربة آتية من بعيد فتركت الحارس وتظاهرت بالمغادرة بينما اختبأت خلف شجرة قريبة،ولما وصلت العربة إلى البوابة فاندست صفاء بين التبن الذي كانت تحمله في حين انشغل الحارس بفتح البوابة ثم خرجت وراحت تتجول مع الغراب في أرجاء القصر، وأخذت تفتح الأبواب واحدة تلو الأخرى باحثة عن الشريرة حتى وصلت إلى غرفة غريبة فدخلتها خفية لكنها تفاجأت بتواجد الساحرة التوأم أمامها فحدثتها وترجتها لتعيد قريتها كما كانت لكنها رفضت طلبها وطردتها، فغضبت صفاء ولم تتزحزح من مكانها وأخذت تطيل في الكلام معها، فجن جنون الشريرة وحبستها في زنزانة مع غرابها، ولحسن الحظ تمكن الغراب من الهرب بواسطة قضبان الباب وسرقة المفتاح ببراعة من خصر الحارس الذي غلبه النعاس ثم سلمه لصفاء فحررت نفسها وتسللت مرة أخرى إلى غرفة الساحرة التي كانت مستغرقة في نوم عميق ولما مدت يدها لتأخذ عصاها السحرية، استيقظت الساحرة على صوت الحارس الذي اكتشف هروب صفاء، فأمسكت الفتاة طرف العصا بينما أمسكت الساحرة الطرف الآخر وأخذت كل واحدة تجذب إلى ناحيتها حتى انكسر وبهذا زال سحر الشريرة وأصبحت دون قوى.

حزنت صفاء لأن أرض الأمنيات ستظل كما هي جراء انكسار سحر الشريرة، وشرد ذهنها وأخذت تساورها تساؤلات عديدة حول مصير قريتها، وعندما استفاقت وجدت نفسها جالسة على صخرة في القرية بفضل الساحرة الطيبة التي كانت تراقبها باستمرار.

فرحت لعودتها إلى موطنها لكنها من جهة أخرى كانت حزينة ومتحسرة على فشلها في مهمتها، ولمحت الناس وهم مسترخون وينظرون إلى أعمالهم تنجز أمامهم فقالت وقد زاد اكتئابها: يا ليت قريتنا تعود إلى سابق عهدها ويعود النشاط إلى سكانها وعندما رفعت صفاء رأسها رأت القرية على شكلها السابق والناس يصرخون ويتذمرون فراحت لتعرف سر الأمر، فوجدت شيخ القرية مسرعا إليها وملوحا ثم ما انفك يشكرها قائلا: شكرا جزيلا لك يا بنيتي بفضلك عادت القرية كما كانت ...

دهشت الفتاة وبعد لحظات فطنت إلى أنها تمنت في أرض تستجاب فيها الأمنيات وعندها فقط اكتشفت سبب إصرار الساحرة الطيبة على عودتها إلى القرية ثم ذهبت هي والشيخ لإقناع الناس بضرورة جلب الرزق بعرق الجبين والاعتماد عل النفس.

ماهو رايكم فيها ؟؟؟؟؟؟