يروى ان شيخا كان يعيش مع ابنه و جواده فوق تل من تلال الغابة النائية . و ذات صباح هرب الجواد و اختفى فاقبل الجيران على الشيخ يعزونه في ذلك فقال لهم الشيخ :
- من ادراكم انها نكبة ؟
فصمتواو انصرفوا راجعين . و لم تمض ايام حتى عاد الجواد الى صاحبه من تلقاء نفسه و معه قطيع من الخيول البرية . فعاد الجيران الى الشيخ فرحين مهنئين بهذا الغنم الموفور . و هذا الحظ السعيد . فنظر اليهم الشيخ بهدوء و قال :
- و من ادراكم انه حظ سعيد ؟
فسكتوا مبهوتين و انصرفوا متحيرين . و مرت الايام و جعل ابن الشيخ يروض الخيول فسقط من فوق صهوة احدها الى الارض . فكسرت ساقه . فرجع الجيران مرة اخرى محزونين . يبثونه المهم لما وقع لولده و يعزونه في هذا الحظ العاثر فقال لهم الشيخ برفق :
- و من ادراكم انه حظ عاثر ؟
فانصرفوا صامتين .و مضى العام . و اذا حرب تقوم . فجند الشباب اليها . و ارسلوا الى الميدان . فلاقوا حتفهم . الا ابن الشيخ .فان العرج الذي بقدمه اعفاه من الذهاب الى الحرب . و انقذه من ملاقاة الموت .